بحـث
المواضيع الأخيرة
مؤامرة قتل الخليفة العلوي
صفحة 1 من اصل 1
مؤامرة قتل الخليفة العلوي
هارون الرشيد خطط للتخلص من حاكم المغرب والقضاء علي دولة الأدارسة
كانت الامبراطورية العباسية في أوج قوتها اثناء خلافة هارون الرشيد، حتي انه استطاع ان يجعل الروم يؤدون له الجزية في عهد ملكتهم (إيرين)..
ودفعت الإمبراطورية البيزنطية هذه الجزية وهي صاغرة خوفا من بطش جيوش الرشيد، ومع ذلك فإننا نري الرشيد يأمر بتدبير مؤامرة لقتل حاكم المغرب!! كيف حدث هذا؟ ما المبررات التي تدفع الرشيد ان يرتكب هذه الحماقة، وهو في عنفوان القوة والسطوة العسكرية؟
ان قاريء التاريخ ليعجب أشد العجب وهو يتابع أحداث التاريخ، ويشاهد من خلال رؤاه تلك امورا في غاية العجب، تجعل أكثر من علامة استفهام تبرز في الذهن بحثا عن اجابة.. ولا اجابة!
هارون الرشيد هذا الذي أرغم الروم علي دفع الجزية، كان عاجزا عن التدخل في شئون الشمال الافريقي الذي استقل عن امبراطوريته.. رغم انه يعرف تماما مقدار الخطر الذي يمكن ان يحدثه هذا العجز او هذا السكوت عن التدخل!.. بأن تكون دولة مقاومة للحكم العباسي في المغرب، يعني ان هذا الحكم يمكن ان يكون خطرا علي الدولة العباسية نفسها، ويهدد بغداد نفسها لو استطاعت هذه الدولة المغربية ان تتحرك وتفرض نفوذها علي بقية الشمال الافريقي متجهة شرقا، كما حدث بالفعل عندما خضعت مصر لسيطرة الفاطميين القادمين من المغرب!
****
لقد استطاع إدريس بن عبدالله ان يفر من مكة عام 788م ويتجه الي المغرب العربي، ويدعو هناك للعلويين، وانهم اولي بالحكم من العباسيين، واستطاع بالفعل ان يبث دعوته بين الناس، حتي التف حوله عدد كبير من الناس، ويبايعونه حاكما عليهم، وكون لنفسه بالفعل دولة مستقلة عن الحكم العباسي، واصبحت مدينة فاس في المغرب عاصمة لهذه الدولة.
****
وكان من الممكن للدولة العباسية ان تجابه هذا الخطر الذي يمكن ان يقوض دعائم دولتهم في المشرق، ولكن الرشيد تقاعس، عن هذ المواجهة، ولم يرسل جيشا ليخمد جذور الفتنة التي وضعها إدريس بن عبدالله في المغرب، وبدلا من ارسال الجيش الذي يعيد المغرب العربي الي حوزة الامبراطورية العباسية، كما كانت قبل ان يصل إليها ادريس ابن عبدالله، وكما كانت في عهد الامويين خاضعة للنفوذ الأموي، بل كانت المغرب هي نقطة الانطلاق للاستيلاء علي الاندلس (اسبانيا) وجعلها واحدة من الممالك الخاضعة للنفوذ الأموي.. بدلا من ان يعقل الرشيد مافعله الامويون، تجاهل الامر حتي تضخم.. واذا بنفوذ ادريس بن عبدالله يزداد، ويصبح له من الاتباع المؤمنين بأحقية العلويين في الخلافة يزداد، ومن هنا اراد الرشيد ان يتحرك، وان يضع حدا لنفوذ إدريس بن عبدالله، لابمجابهته علي ارضه كما فعل مع الروم، بل بالمؤامرة عليه لقتله والتخلص منه الي الابد
فهو يعلم انه لن يستطيع ان يجابه الروم، وفي نفس الوقت يجابه البرابر في الشمال الافريقي.. ماپالحل؟
سؤال سأله الخليفة الي نفسه، وهو يستعرض الأمر من مختلف الوجوه، واخيرا هداه تفكيره ان يرسل رجلا شديد الدهاء اسمه الشماخ، وكان من موالي الخليفة المهدي في المغرب وان يجعله يتقرب من ادريس بن عبدالله، حتي لايمكنه الاستغناء عنه، وبعد ذلك بدأ مؤامرة للتخلص منه نهائيا، عسي ان ينتهي بذلك نشاط العلويين في المغرب.
****
وبالفعل استطاع الشماخ هذا ان يقترب من ادريس، ويصبح من ندمائه، ولم يعد ادريس يستطيع الاستغناء عنه، فقد صاحبه في غدواته وروحاته!!
****
وفي ليلة من ليالي عام 792م، شعر ادريس بألم حاد في اسنانه، وأرسل الي الشماخ يسأله عن علاج لهذه الحالة المؤلمة التي تؤرقه فلا يستطيع النوم.
وادعي شماخ انه علي علم بعلوم الطب، وانه سوف يصف له علاجا يخلصه نهائيا من آلام الاسنان.
وكانت فرصة امام الرجل ان يتخلص من ادريس، وتفتق ذهنه علي ان يضع له السم في معجون، وان يكون هذا السم بطيئا، حتي يمكنه الهرب عندما يتمكن السم من جسم الضحايا، ويفارق الحياة.
****
أخذ الشماخ يعدد له قيمة الدواء الذي سوف يأخذه، وانه دواء مجرب، وانه لكي يؤدي مفعوله ، عليه ألا يستخدمه إلا عند صلاة الفجر!
وأعطاه المعجون السمم..!
ووضع الرجل المعجون علي اسنانه، وكلما ازداد الألم، وضع كمية اخري من المعجون!.. بينما ركب الشماخ حصانه، وانطلق به تحت جنح الظلام قاصدا القيروان، ومنها إلي عاصمة الخلافة العباسية بغداد، بعد ان تهدأ الأمور، وتتضح معالم الصورة، ويتأكد ان إدريس بن عبدالله أصبح في عداد الاموات!
****
وبينما كان إدريس يضع المعجون علي أسنانه، وكرر هذا الأمر عدة مرات، احسن بأن جسده ينهار وتخور قواه، ثم أدرك ان في الأمر سرا، خاصة عندما طلب الشماخ فلم يعثر له علي أثر، وألح في ضرورة احضار من يدعي انه علي علم بالطب دون جدوي!
ادرك إدريس انه ضحية مؤامرة بطلها هذا الذي وضع كل ثقته فيه، وقربه إليه كما لم يقرب أحدا إليه..!
وعندما أخبروه انه هرب، ولايوجد في منزله، ولا في أي مكان كان يتردد عليه أمر أن يتعقبوه ويلقوا القبض عليه للقصاص منه!
****
ولكن الأوان قد فات..
فقد مات إدريس بن عبدالله مقتولا بالسم، بينما كان الشماخ قد قطع مسافة طويلة في اتجاهه نحو الشرق.. نحو القيروان وفي الصباح قرر الناس مطاردة هذا الطبيب المزعوم دون جدوي.
وفي القيروان استقبل الرجل حسب اوامر الخليفة، بحفاوة بالغة، وان تكون جائزته عن هذا الفعل الذي قام به ان يكون صاحب البريد في مصر!!
****
ولم يكن إدريس هذا قد انجب اولادا، إلا ان احدي إمائه واسمها (كنزه) كانت حاملا منه، وعندما وضعت بعد شهرين غلاما اطلقوا اسم ابيه عليه (إدريس) ورعت قبائل البربر هذا الطفل رعاية خاصة، تليق بحبهم الي ابيه الذي كانوا يعتقدون انه من ذرية أبناء الامام علي كرم الله وجهه، من فاطمة الزهراء.. ولم يكد الطفل يبلغ الحادية عشرة من عمره حتي نصبوه حاكما في دولة الأدارسة التي أنشأها والده!!
مراجع:
امبراطورية العرب جلوب ، ترجمة خيري حماد
المسلمون بين الازدهار والانكسار
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
18/10/2016, 22:13 من طرف Admin
» le programme des cours de chaque module
18/10/2016, 22:01 من طرف Admin
» les modules de 1ère année français
18/10/2016, 21:53 من طرف Admin
» طريقة تعبئة بطاقة 4G الخاصة في الجزائر
28/10/2015, 00:58 من طرف Admin
» بحث شامل حول الوظيف العمومي و تسيير الموارد البشرية
27/10/2015, 23:55 من طرف Admin
» استخراج شهادة الجنسية و السوابق القضائية عن طريق الانترنت
27/10/2015, 23:09 من طرف Admin
» ☛ ☢ ☣ Join now for 7$ AND get 6000$/MONTH ☢ ☣ ☚
24/7/2015, 10:57 من طرف Admin
» Make more than 100$ a day :) with Trafficmonsoon
22/5/2015, 23:56 من طرف Admin
» بحث حول التحفيز و التدريب
7/3/2015, 01:38 من طرف Admin